10 أسباب لزيارة باليرمو

قلب صقلية النابض

dolce-and-gabbana-visit-palermo-top-banner-desktop

مارس ٢٠١٦

قراءة خلال دقيقة

من الهندسة المعمارية المغاربية إلى الكاتدرائيات الكبرى، مروراً بأسواق الشوارع والجمال الطبيعي المذهل، إليكم 10 أشياء يجب رؤيتها عند زيارة باليرمو.

 

باليرمو هي عاصمة صقلية، وهي المكان المثالي لبدء استكشاف الجزيرة. تُعتبر صقلية بوتقة تنصهر فيها الثقافات: من النورمانية إلى المغاربية ومروراً بالإسبانية واليونان القديمة، وهي واحدة من أكثر المناطق الخلابة وتنوعًا في إيطاليا. فالجمال الطبيعي المذهل، بالإضافة إلى الهندسة المعمارية والطعام اللذيذ سوف يجذب أي سائح. ولا تكفي زيارة واحدة إلى صقلية، ولكن عندما تقومون بزيارتها عليكم البدء من باليرمو.

 

فيما يلي 10 أشياء يجب رؤيتها عند زيارة عاصمة صقلية.

الفسيفساء

 

ينعكس تراث صقلية النورماندي عن كثب في الفسيفساء المذهلة في كنيسة “بالاتين” وكاتدرائية “مونريالي”. وتقع كنيسة “بالاتين”، المكرسة للقديس بطرس، في القصر الملكي وتم تكليفها من قبل روجر الثاني في عام 1132 بأسلوب العمارة البيزنطية الكلاسيكية، وهي بالتالي تقدم بعضًا من أروع الفسيفساء الموجودة في إيطاليا. وعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة من وسط باليرمو، يُمكن زيارة كاتدرائية “مونريالي”. بدأ تشييد الكاتدرائية في عام 1174 من قبل ويليام الثاني، وهي مزيج غريب من الأساليب الفنية النورماندية الفرنسية والبيزنطية والعربية، وتتزين بأكبر تجمع للفسيفساء البيزنطية في إيطاليا، بمساحة إجمالية تبلغ 6500 متر مربع.

 

 

أسواق الشوارع

 

أشهر أسواق باليرمو هو سوق “فوتشيريا”. تعني كلمة Vucciria في اللهجة المحلية “الأصوات” أو “الصخب” وهي بالتأكيد إحدى الطرق للعثور على السوق – فقط استمعوا للضوضاء بينما يتفاوض الجميع ذهابًا وإيابًا! وهو يتدفق عبر الشوارع الجانبية حول ساحة سان دومينيكو. وعلى الرغم من أن سوق “ميركاتو ديل كابو” يبيع مجموعة متنوعة من السلع، إلا أن السكان المحليين يتجاوزونها لصالح الطعام. وفي قسم مُركّز في شارع “فولتورنو”، يُقدم الباعة الجائلون جميع الأطباق المحلية. يقع سوق “بالارو” في الشوارع المحيطة بساحة “كارمين”، ويجمع بين ميزتين إيطاليتين: الطعام والملابس. ويعد سوق “بالارو” سوقًا للطعام في المقام الأول، وهو سوق مبهج لمن يُحبون تناول الطعام في الشوارع، ولكنه أيضًا موطن لعدد كبير من بائعي الملابس، مما يجعل شراء الملابس الفينتاج أمرًا لا بد منه.

كاتدرائية باليرمو والمذبح المخصص لسانتا روزاليا

 

كاتدرائية باليرمو هي عبارة عن بناية عملاقة في وسط المدينة، تتميز بعدد من الأساليب المعمارية المختلفة. انطلاقاً من النورماني الفرنسي إلى البيزنطي، وكذلك الباروكي والكلاسيكي الجديد، وحتى بعض عناصر العمارة المغاربية. وقد تطورت الكاتدرائية جنبًا إلى جنب مع المدينة، ويعود ترميمها النهائي إلى القرن الثامن عشر. وداخل الكاتدرائية كمجمع معماري، تتميز بوجود أنماط مختلفة، نظرًا لتاريخ طويل من الإضافات والتعديلات والترميمات، والتي حدث آخرها في القرن الثامن عشر. ويوجد داخل الكاتدرائية مذبح الذنب الفضي المخصص لسانتا روزاليا، وهي شابة نورماندية نبيلة أصبحت شفيعة المدينة، ومن المفترض أنها أنقذت مدينة باليرمو من تفشي الطاعون في عام 1624. يتم الاحتفال بهذه القديسة مرتين في العام، في 14 يوليو في باليرمو وفي 4 سبتمبر عندما يحج المصلون إلى جبل “بيليجرينو”.

كانولي، كاساتا، جرانيتا…

 

يعتبر التراث الغذائي في صقلية وحده سببًا كافيًا لزيارة المنطقة. فعند زيارة باليرمو، لا تنسوا تذوق جميع الأطعمة اللذيذة: بما في ذلك “الجرانيتا” (في وجبة الإفطار)، أو الأطباق القائمة على الباذنجان مثل “كابوناتا” و”المعكرونة ألا نورما”، وأطعمة الشوارع مثل “أرانسيني” و”سفينشيوني” (أكلة شهية تُشبه البيتزا) ، ثم بالطبع “الكانولي الصقلي” و”الكاساتا”. وتشتهر صقلية أيضًا بشوكولاتة “موديكا” (لا تنسوا تذوقه) وفستق “برونتيه” المزروع محليًا.

 ساحة “كواترو كانتي”

 

تُعرف  ساحة “كواترو كانتي” أو “أوتاغونو ديل سول” رسميًا باسم “ساحة فيجلينا”، وهي عبارة عن مبنى باروكي فريد من نوعه. ما يميز هذه الساحة هو أنها مثمنة الأضلاع، وأربعة جوانب فيها هي عبارة عن شوارع؛ أما الجوانب الأربعة المتبقية فهي عبارة عن مباني باروكية. تحتوي واجهاتها شبه المتطابقة على نوافير بها تماثيل الفصول الأربعة، والملوك الإسبان الأربعة لصقلية، ورعاة باليرمو (كريستينا ونينفا وأوليفيا وأغاتا – كان هذا من قبل عام 1624م عندما قامت سانتا روزاليا بمعجزاتها وانضمت بالتالي إلى قائمة رعاة باليرمو). عندما تم بناء الساحة، كانت من أولى الأمثلة الرئيسية على تخطيط المدن في أوروبا. عند زيارة ساحة “كواترو كانتي”، يمكنكم أيضًا القيام بزيارة سريعة إلى ساحة “بريتوريا”، التي تتربع فيها النافورة التي تحمل اسمها وكنيسة “سان جوزيبي دي تياتيني”، التي تُعد أحد أبرز الأمثلة على الأسلوب الباروكي الصقلي في باليرمو.

مسرح الدمى الصقلية “أوبرا دي بوبي”

 

بدأ التقليد الصقلي التاريخي لمسرح الدمى المتحركة “أوبرا دي بوبي” (أوبرا الدمى) في منتصف القرن التاسع عشر. وتم ابتكار الدمى “بوبي” لعرض مسرحيات مستوحاة من القصص الملحمية العظيمة الشهامة. أثناء تواجدكم في باليرمو، قوموا بزيارة أكبر مجموعة للدمى في متحف “أنطونيو باسكوالينو الدولي للدمى”، ويمكن العثور على مواد أخرى في المتحف الإثنوغرافي الصقلي “جوزيبي بيتري”. وإذا كان لديكم الوقت، احصلوا على تذاكر لحضور أحد العروض في “تياترو ديلوبيرا دي بوبي” (جمعية أبناء الفن Cuticchio)، الكائن في شارع Bara all’Olivella في باليرمو.

الحدائق

 

تتمتع باليرمو  بالكثير من المساحات الخضراء لإسعاد سكانها وزوارها، شأنها شأن أي عاصمة ملكية تستحق اسمها. تتميز باليرمو ببعض من هذه الحدائق المذهلة، حيث تُعد حديقة باليرمو النباتية واحدة من أكثر الحدائق روعة والأكبر من نوعها في إيطاليا. تم تشييد الحديقة في عام 1789 بأسلوب كلاسيكي جديد، وهي اليوم معلمة سياحية ومؤسسة بحثية وتعليمية تابعة لقسم علم النبات بجامعة باليرمو. هناك أيضاً حديقة أخرى تستحق الزيارة، وهي “الحديقة الملكية لا فافوريتا”، والتي تضم القصر الصيني (Palazzina Cinese) الأسطوري. إنه قصر مُصمم على الطراز الصقلي الصيني، وكان المقر الصيفي للملك فرديناند الأول والملكة ماريا كارولينا.

 

 

باليرمو العربية النورمانية

 

في عام 2015، تمت إضافة باليرمو العربية النورمانية وكاتدرائيتا تشيفالو ومونريالي رسميًا إلى  قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، مما يؤكد أن الجزيرة هي المنطقة الإيطالية التي تضم أكبر عدد من هذه المواقع. عند زيارة باليرمو، لا ينبغي تفويت المواقع ذات الأهمية التاريخية والمعمارية: ألا وهي قصر ريالي (القصر الملكي) مع كابيلا بالاتينا (كنيسة بالاتين)، وكنيسة سان جيوفاني ديجلي إريميتي (القديس يوحنا هيرميتس) وكنيسه مارتورانا (سانتا ماريا ديلا أميراغليو)، وكنيسة سان كاتالدو، وكاتدرائية باليرمو، وقصر ديلا زيسا، وبونتي ديل أميراغليو (جسر الأدميرال)، وكاتدرائية سيفالو وكاتدرائية مونريال.

محمية سينجارو

 

أثناء وجودكم في صقلية، نوصيكم بعدم تفويت بعض المناظر الطبيعية الخلابة التي تحفل بها المنطقة. فعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة من باليرمو، يمكنكم القيام برحلة ليوم واحد إلى محمية سينجارو الطبيعية.  وهي أول محمية طبيعية في صقلية، يعود تاريخ تأسيسها إلى مايو 1981، وتمتد على طول 7 كيلومترات تقريباً على الساحل البكر لخليج كاستيلاماري. يُمكنكم هنا الاستمتاع بمشاهدة بعض أنواع الطيور، وخاصة الطيور الجارحة، مثل صقر الشاهين وطائر العوسق الشائع والسقاوة الأوراسية، وكذا الاستمتاع بالشواطئ الرملية المذهلة المُطلة على البحر الأزرق الصافي، مُحاطة بالجبال الشامخة للمحمية.

مسرح ماسيمو

 

يقع مسرح “ماسيمو فيتوريو ايمانويلي” في ميدان “بيازا فيردى” في باليرمو، وهو أكبر دار أوبرا في إيطاليا وواحد من أكبر دور الأوبرا في أوروبا. تم تشييده عام 1864 من أجل تعزيز توحيد إيطاليا الذي بدأ في عام 1861. تم تصميم القاعة بأسلوب عمارة أواخر  عصر النهضة، وتم التخطيط لها لتستوعب 3000 شخص ولكنها الآن تتسع فقط لـ 1350 شخصًا. وهي تضم 7 طبقات من الصناديق التي ترتفع حول مسرح مُنحنٍ، تم تصميمه على شكل حدوة الحصان النموذجي. اكتمل بناء المسرح أخيرًا في مايو 1897، وذلك بعد 22 عامًا من وضع حجر الأساس، ويُعتبر ثالث أكبر دار أوبرا – وتم افتتاحه بأداء للأوبيرا الهزلية “فالستاف” لجوزيبي فيردي، بقيادة ليوبولدو موغنوني. ومن ناحية التاريخ الشعبي الحديث، تم تصوير المشاهد الأخيرة من الجزء الثالث لفيلم “العرَّاب” في هذا المسرح.