الراديو كاسيت المحمول: النهضة

من الشارع إلى عرض الأزياء

dolce-and-gabbana-boombox-top-banner-desktop

يونيو ٢٠١٦

قراءة خلال دقيقة

يعرف الراديو كاسيت المحمول (البومبوكس)، الذي وفر الموسيقى للمناطق الحضرية في الثمانينيات والتسعينيات، نهضة في الموضة. لكن الراديو كاسيت المحمول كان دائمًا رمزًا للمكانة الاجتماعية. إليكم التفاصيل.

 

قبل ظهور السماعات المحمولة والآيبود، وقبل مشغلات الوُكْمان والإم بي 3، كان هناك الراديو كاسيت المحمول (البومبوكس). يُسمى الجهاز باللغة الإنجليزية “boombox ” ويرجع اسم مشغل الراديو / الكاسيت المحمول الذي يعمل بالبطارية جزئيًا إلى شكله الشبيه بالصندوق (box)، ومكبرات الصوت المعززة للبيس (boom). في البداية، تم طرحه في السوق الأمريكية خلال منتصف السبعينيات، وارتفعت شعبية في الثمانينيات  ليُصبح تقريبًا رمزًا للمكانة الاجتماعية. فمع التغير الذي عرفته الأنواع الموسيقية ووجود الراديو كاسيت المحمول في كل مكان في الشوارع، أصبح حجمه أكبر مع مرور الوقت حتى أن حجم بعض الأجهزة يُشبه حقيبة السفر.

 

وعلى الرغم من أن الراديو كاسيت المحمول اليوم هو رمز للثمانينيات وأوائل التسعينيات، وتمت الإشارة إليه على سبيل المثال في فيديوهات الفنانين مثل Madonna في Hang Up (2005) وSorry (2006) بالإضافة إلى فيديو Just Dance (2008) للمغنية Lady Gaga، فإن الراديو كاسيت المحمول  له ارتباط أقوى بكثير بتلك الفترة من حيث التاريخ الثقافي والموسيقي من مجرد كونه أداة للاستماع للكاسيت والراديو.

ففي ثمانينيات القرن الماضي، سرعان ما أصبح الراديو كاسيت المحمول مرتبطًا بالمجتمع الحضري، ولا سيما الشباب الأمريكي من أصل أفريقي والشباب من أصل هسباني، وأفسح الاستخدام الواسع للراديو الطريق لمصطلح ازدرائي “ghetto blaster”، فضلاً عن المزيد من التسميات غير الصحيحة سياسياً. بدأت المدن في حظر الراديو كاسيت المحمول في الأماكن العامة، وأصبح أقل قبولًا في الشوارع العامة مع مرور الوقت، لكن الراديو كاسيت المحمول كان له دور أساسي في ظهور موسيقى الهيب هوب. فقد جلب الراديو كاسيت المحمول الموسيقى إلى الشوارع وللأطفال، وكان يُستعمل غالباً المعارك الموسيقية، مما أتاح الفرصة للعديد من الفنانين الصاعدين لإثبات قدراتهم الموسيقية وموهبتهم في الراب لأقرانهم.

 

مع ازدياد شعبية الراديو كاسيت المحمول، أصبحت تصاميمه ووظائفه أيضًا أكثر تعقيدًا. فبحلول أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تضمنت العديد من أجهزة الراديو كاسيت المحمول مكبرات صوت منفصلة ذات التردد العالي والمنخفض ومُسجل شريط ثانٍ للسماح للراديو كاسيت المحمول بالتسجيل من الراديو وأشرطة الكاسيت الأخرى المسجلة مسبقًا. تم أيضاً إضافة معادلات الصوت، وأنظمة ضبط التوازن ونظام دولبي لخفض الضوضاء وواجهات صوت LED، بالإضافة إلى مشغلات الأقراص المضغوطة في وقت لاحق في التسعينيات.

قدَّم الراديو كاسيت المحمول الموسيقى في العديد من المعارك الموسيقية ومعارك الرقص، لكن شعبيته في الشوارع ساهمت في أن يُصبح رمزاً للثقافة الحضرية في الثمانينيات. فعلى سبيل المثال، كان الراديو كاسيت المحمول بصمة فرقة  Beastie Boys، وكانت فرقة The Clash تحمل دائماً واحداً معها، ناهيك عن جميع الأوقات التي تمت الإشارة إليه في العروض أو الأفلام الأيقونية لتلك الحقبة مثل فيلم “الشهرة ” (1980) و”فلاش دانس” (1983) على سبيل المثال لا الحصر، وألبوم “Radio ” لمُغني الراب LL Cool J (1985)، الذي يحتوي على أغنية حب مُخصصة للراديو كاسيت المحمول، بينما في فيلم “ستار تريك 4: رحلة العودة للوطن” (1986) ظهر الراديو كاسيت المحمول في إحدى اللقطات. تم الاحتفاء بمكانة الراديو كاسيت المحمول في معرض تم تنظيمه عام 2006 في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الأمريكي بعنوان “Hip-Hop Won’t Stop: The Beat, The Rhymes, The Life” والذي تضمن الراديو كاسيت المحمول والكتاب التصويري بعدسة Lyle Owerko عام 2010 تحت عنوان “The Boombox Project: The Machines, the Music and the Urban Underground” مع مُقدمة بقلم Spike Lee.

قامت دولتشي آند غابانا أيضًا بتكريم الراديو كاسيت المحمول في مجموعة Cruise 2017، حيث ابتكرت حقيبة Dolce Box التي تشتغل بالكامل على شكل الراديو كاسيت المحمول. تحتوي الحقيبة على مكبرات صوت تشتغل ومقبض للتحكم في مستوى الصوت ومقبض لتوصيل الهاتف الذكي حتى تتمكنوا من تشغيل أغانيكم المفضلة بأناقة.