تُعبِّر عربة الحصان الصقلية عن الحرف اليدوية والتراث الأدبي، وتتمتع بجاذبية خالدة وزخارف ملونة جعلتها نقطة مرجعية لعلامة دولتشي آند غابانا منذ بدايتها.
تُعتبر صقلية بوتقة تنصهر فيها ثقافات جنوب البحر الأبيض المتوسط من اليونانية القديمة إلى شمال إفريقيا مروراً بالنورمان والإسبان، وتعل منها مناظرها ونكهاتها وألوانها وتقاليدها الفريدة جزيرة ذات سحر خالد. إذ يتدفق السياح من جميع أنحاء العالم إلى هذه المنطقة الفريدة من إيطاليا، ويعشق الكثيرون جوها الفريد من نوعه. وتوفر التناقضات في المنطقة ، من الناحية الاجتماعية والجغرافية، منبعاً لا ينضب للمغامرات والإلهام، بدءًا من المياه الزرقاء إلى خط الساحل الأخضر والمناطق الصخرية شبه المهجورة.
وهكذا كانت صقلية – مسقط رأس Domenico Dolce – مصدر إلهام ومرجع لدولتشي آند غابانا منذ أن ظهر الثنائي لأول مرة في عالم الموضة. فعند النظر إلى أقدم المجموعات، التي أطلقت شُهرة دولتشي آند غابانا على الساحة، فإن الإشارة إلى صقلية بارزة وغير مُقيَّدة. إذ نجد مجموعة خريف وشتاء 1987-1988 تحت عنوان La Sicilia بكل بساطة، والتي تتضمن الملابس السوداء ذات الخطوط النقية المستوحاة من النساء القرويات في جنوب إيطاليا اللائي جعلن من “إطلالة الأرملة” أسلوباً دارجاً، وقد التقطت عدسة الخبير فرديناند سيانا هذه الحملة الخالدة والأسطورية من بطولة Marpessa.
مع تطور دولتشي آند غابانا، ومصادر الإلهام اللامتناهية في صقلية، بدأ ثنائي التصميم في النظر إلى العناصر الفولكلورية للجزر، مثل عربة الحصان الصقلية والسيراميك وحتى دمى “بوبي”. وقد شكلت هذه العناصر الفريدة من نوعها المستوحاة من التقاليد الشعبية اتجاهًا مفاهيميًا ساخراً محبوباً جداً.
حقوق الصورة: Naomi Campbell في عرض أزياء ربيع وصيف 1992 لدولتشي آند غابانا. بعدسة Alfredo Albertone
فالحرفية التي تميز هذه العناصر الفولكلورية من التقاليد الصقلية والحرفيين الذين يبقونها على قيد الحياة مُهمة بالنسبة للتصميم تماماً مثل دلالات الإلهام. وهكذا تستمر بعض العناصر في تزيين مجموعات دولتشي آند غابانا سواء على الإكسسوارات أو الملابس، مثل الكريات المصنوعة تقليديًا، والقش المنسوج مثل أكياس القهوة التقليدية والإدخالات بمظهر المرآة والزركشات. ومن أجل ربيع وصيف 2013، ابتكر الثنائي مجموعة مستوحاة بالكامل من جزيرة صقلية، وهي إعلان خالد عن الحب تجاه الجزيرة وتراثها. إذ تضم المجموعة مطبوعات عربات الحصان الصقلية وعناصر من زخارف العربات بالإضافة إلى مطبوعات تصور التقاليد الشعبية الأخرى مثل المزهريات المورية، ودمى “بوبي” وخزف مايوليكا.
ومثل التراث العائلي، تتوارث التقاليد الشعبية لصقلية عبر مجموعات دولتشي آند غابانا، وأحيانًا يتم الإشارة إليها علنًا، وفي أحيان أخرى يتم إخفاءها بعيدًا مثل مرجع سري لا يفهمه إلا من هم على دراية به. وعلى مر السنين، تم نقل مصادر الإلهام هذه إلى الأزياء والإكسسوارات المنزلية وغيرها الكثير، مما يثبت أنه بوجود الحب والاحترام لا يوجد شيء في خيال دولتشي آند غابانا لا يمكن تحقيقه.
حقوق الصورة: التفاصيل من عرض أزياء خريف وشتاء 1992-1993 لدولتشي آند غابانا. بعدسة Alfredo Albertone
حقوق صورة الغلاف: Carla Bruni من عرض أزياء خريف وشتاء 1992-1993 لدولتشي آند غابانا. بعدسة Alfredo Albertone