حازت منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة على مكانتها على قوائم العديد من المسافرين كموقع يجب زيارته. فهذه المدينة هي ملاذ التعددية الثقافية والرأسمالية والحداثة والعالم القديم البريطاني، بالإضافة إلى الثقافة الصينية القديمة في بحر الصين الجنوبي مما يجعلها وِجهة فريدة من نوعها. فيما يلي 10 أشياء للقيام بها لتجربة هونغ كونغ بأفضل طريقة وأكثرها تنوعًا.
منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة لجمهورية الصين الشعبية، والمعروفة عمومًا باسم هونغ كونغ (حرفيًا: “المِيناء العَطِر” أو “ميناء البخور”)، هي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي على دلتا نهر اللؤلؤة في شرق آسيا، حيث تقع ماكاو غرب الدلتا، وتحدها مقاطعة جوانجدونج الصينية من الشمال. تبلغ مساحتها الإجمالية 1106 كيلومترات مربعة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 7.3 مليون نسمة من مختلف الجنسيات، وهي دولة ذات سيادة تحتل الرتبة الرابعة في العالم من حيث الكثافة السكانية، مما يجعلها بوتقة انصهار حقيقية للثقافات وواحدة من أكثر الأماكن المُبهرة التي يمكن زيارتها. وفي عام 2014، كانت هونغ كونغ الوجهة الحادية عشرة الأكثر شعبية لدى السياح الدوليين من بين البلدان والأقاليم في جميع أنحاء العالم، حيث ساهم ما مجموعه 27.8 مليون زائر بإجمالي 38.376 مليون دولار أمريكي في عائدات السياحة الدولية.
تتمتع هونغ كونغ بتاريخ فريد، فقد كانت مستعمرة بريطانية بعد حرب الأفيون الأولى (1839-1842)، إلى أن احتلتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، ثم رجعت مرة أخرى تحت السيادة البريطانية من عام 1945 حتى عام 1997، عندما أعيدت إلى الصين كمنطقة إدارية خاصة. وقد جعلت تأثيرات هذه البلدان الثلاثة هونغ كونغ أرضًا خصبة للأعمال والثروة، وقد أضحت إحدى أغنى المدن في العالم، حيث تضم أكبر عدد من منازل المليارديرات مقارنة بأي بد آخر (خلف موناكو).
هونغ كونغ هي واقع يجب زيارته نظرا لاختلافها عن أي مكان في العالم. فإذا كنتم متوجهين إليها، ما هي أفضل طريقة لتجربة هذه البوتقة التي تنصهر فيها الثقافات والتاريخ؟ إليكم قائمة تضم 10 أشياء يجب القيام بها هناك.
الاستمتاع بالأفق من جبل فيكتوريا
يشتهر أفق هونغ كونغ بكثافتها العالية جدًا من ناطحات السحاب، وتضم المنطقة ثاني أكبر عدد من البنايات العالية مقارنة بأي مدينة في العالم، ويُعتبر جبل فيكتوريا أفضل مكان للاستمتاع بكل ذلك. يبلغ ارتفاع قمة فيكتوريا 554 متر فوق سطح البحر، وتمنح القمة مناظر خلابة لجزيرة هونغ كونغ وكونلون وميناء فيكتوريا، وفي الأيام الصافية للغاية يُمكن الاستمتاع بمناظر جبال كونلون الثمانية. هناك عدة طرق للوصول إلى القمة، ولكن الطريقة الكلاسيكية هي ركوب ترام القمة (بيك ترام) لمدة سبع دقائق، وهو أعلى قطار جبلي مائل في العالم.
تناولوا طبق “ديم سوم”، واحتسوا الشاي الرفيع “High Tea“
تعني الترجمة الحرفية لكلمة ديم سوم “المس قلبك”، وهي بالفعل تلامس قلوبنا. نشأت وجبة الديم سوم كوجبة عائلية تتكون من الدامبلنغ والأطعمة الصغيرة الأخرى التي يتم تقديمها في سلال الخيزران المبخرة، وعادة ما كان يتم تناولها في الصباح أو في وقت مبكر من بعد الظهر، ولكن اليوم يمكنكم تناولها في أي وقت من اليوم. تعد هونغ كونغ إحدى أفضل الأماكن لتذوق هذا الطبق الشهي، توجهوا إلى Tim Ho Wan، المعروف باسم أرخص مطعم حائز على نجمة ميشلان في العالم (هناك اثنا عشر موقعًا في هونغ كونغ، ولكن ترد فقط مطاعم North Point و Sham Sui Po و مواقع Tai Kwok Tsui في دليل ميشلان). وعلى الرغم من أن الديم سوم والمأكولات الصينية أمر لا بد منه ، إلا أن هونغ كونغ أصبحت وجهة عالمية لعشاق تناول الطعام، حيث وجدت بعض أفضل المطاعم في العالم موطنها هناك. سوف تحتارون لكثرة الاختيارات! وبالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تجربة بعض من الطابع البريطاني في هونغ كونغ، فإن احتساء الشاي الرفيع “High Tea” في The Peninsula أمر لا بد منه، فبصرف النظر عن طابور الانتظار، ستشعرون وكأنكم تحتسون الشاي في دورتشستر بلندن.
الرحلات البحرية
هونغ كونغ هي عبارة عن شبه جزيرة، بها أرخبيل من الجزر حولها، لذا فإن القيام برحلات بحرية أمر لا بد منه. حيث نجد الأيقونة العائمة: عبّارة النجوم (ستار فيري) التي تنقل 20 مليون راكب عبر ميناء فيكتوريا كل عام منذ عام 1888، وستستمر لسنوات عديدة مقبلة، وتُعتبر واحدة من أكثر العبارات الأيقونية التي تُقدم مناظر خلابة في العالم. وإذا كنتم ترغبون في تجربة شيء مختلف قليلاً، فيمكنكم استئجار قارب خردة والتوجه إلى إحدى الجزر البالغ عددها 260 والتي تشكل منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة الخاضعة للصين (تُعرَف اختصاراً بـSAR). وتُعد كل من جزيرة بينغ تشاو وجزيرة تشونغ تشاو – الواقعتين بين جزيرة هونغ كونغ وجزيرة لاما – من الوجهات الشهيرة، ومن بين المعالم البارزة عند زيارة هاتين الجزيرتين الصغيرتين هو تناول الطعام في قرى الصيد، حيث يمكنكم اختيار وجبتكم من صيد اليوم.
تساوموا في أسواق الشوارع
لن تكون منطقة آسيوية كاملة بدون سوق شوارع مزدحم، ولدى هونغ كونغ الكثير لتقدمه للمتسوق الفطن. إذ نجد سوق السيدات الذي يضم أكثر من 100 كشك لبيع الملابس والإكسسوارات، وسوق تمبل ستريت الليلي حيث يمكن العثور على كل شيء، من معكرونة النودلز إلى الساعات، وشارع كات المعروف بالتحف، وسوق شارع أبليو المُخصص للإلكترونيات، وفا يوين المُخصص للأحذية الرياضية. هناك أيضًا أسواق مخصصة للزهور والأسماك الذهبية والطيور وحجر اليشم.
تأملوا عظمة تمثال بوذا الكبير
يقع تمثال تيان تان بوذا – الذي يبلغ وزنه 202 طنًا للإله الذي يشار إليه عمومًا باسم “بوذا الكبير” – غرب وسط المدينة في التضاريس الجبلية لجزيرة لانتاو. وأفضل طريقة للوصول إلى بوذا الكبير هي القفز على جندول نغونغ بينغ 360، الذي يوفر إطلالات رائعة على منتزه شمال لانتاو الريفي ومطار هونغ كونغ الدولي وبحر الصين الجنوبي والمناطق الريفية المحيطة. يبلغ ارتفاع التمثال 34 مترا، وقد شُيد من 202 قطعة برونزية. ويُقال إنه يمكن رؤيته عبر الخليج من أماكن بعيدة مثل ماكاو في يوم صافٍ. إذا كنت ترغبون في الاقتراب منه، فاستعدوا لتسلق 268 درج للوصول إلى التمثال.
اكتشفوا التراث الروحي لهونغ كونغ
على الرغم من أن هونغ كونغ تشتهر بالارتفاعات الشاهقة وحياتها السريعة، إلا أنه لا تزال هناك بعض الآثار الشاهدة على الحقبة ما قبل البريطانية وما قبل الحديثة. إذ نجد معبد مان مو الذي يُعد الأقدم في المدينة، وهو مخصص لآلهة الأدب الطاوية (مان) وآلهة الحرب (مو). يُرحب هناك بزيارة كل شخص، لكن المؤمنين يأتون إلى هنا لترك القرابين وحرق البخور، بينما يجلس العرافون (الذين يحظون بتقدير كبير في هونغ كونغ) في انتظار العملاء. ولعيش على تجربة باهرة (حرفياً)، يضم دير العشرة آلاف تمثال بوذا في الأراضي الجديدة 500 تماثيل بوذا ذهبية بالحجم الطبيعي على جانبي الدرجات الأربعمائة المؤدية إلى المعبد. وداخل المعبد الرئيسي، يوجد ما يقرب من 13000 تمثال خزفي مذهّب، وهو عدد يفوق حتى العدد المذكور في اسم الدير.
انعموا بهدوء الشاطئ
تُعد المناظر الطبيعية الجغرافية المتنوعة أحد العوامل التي تجعل هونغ كونغ موقعًا محبوباً لدى أولائك الذين اختاروا الاستقرار هناك أو فقط الزيارة. فعلى بعد أقل من ساعة من وسط المدينة المكتظة بناطحات السحاب، ستجدون بعضًا من أروع الشواطئ في العالم، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق التاكسي أو القارب أو وسائل النقل العام. وتعد هونغ كونغ موطنًا لعدد متنوع من الشواطئ، لذلك هناك حقًا ما يناسب الجميع: من راكبي الأمواج إلى العائلات ومروراً بمحبي الحفلات. وأكثرها شعبية هو شاطئ شيك أو بلا شك، بالإضافة إلى الرمال المُمتدة في ستانلي وخليج الصدة (ريبالس). ولتجربة أكثر عزلة، توجهوا إلى شاطئ تاي لونغ وان البكر على الساحل الشرقي لشبه جزيرة ساي كونغ، التي تعتبر واحدة من أجمل الأماكن في هونغ كونغ.
تنزهوا على ظهر التنين
خارج المدينة مباشرةً، تتوفر لمدمني المغامرات بعض خيارات النزهات الحضرية الرائعة. إذ يمتد مسار هونغ كونغ لمسافة 50 كلم، ويقطع خمسة حدائق ريفية في جزيرة هونغ كونغ، ويُعرف الجزء الأكثر شعبية منها باسم ظهر التنين. وأهم ما يميز هذه النزهة هو الوصول إلى قمة شيك أو، حيث يمكنكم الاستمتاع بمناظر 360 درجة للشواطئ والخلجان والريف الأخضر ومجتمعات الواجهة البحرية وبحر الصين الجنوبي. يمكن إكمال أقصر نسخة من هذه النزهة في أقل من ساعتين، ولكن يمكن تمديده إلى ست ساعات إذا كنتم تريدون البدء من هابي فالي وتشقون طريقكم جنوبًا.
استقلوا الهليكوبتر إلى ماكاو
تقع جزيرة ماكاو – أقرب منافس لهونغ كونغ – على بعد 60 كيلومترًا فقط جنوبي غرب هونغ كونغ (على بعد رحلة بالهليكوبتر ذات مناظر خلابة). تُعد ماكاو منطقة إدارية خاصة خاضعة للصين، تمامًا مثل هونغ كونغ، وقد هيمنت عليها من قبل الإمبراطورية البرتغالية من منتصف القرن السادس عشر حتى أواخر عام 1999، عندما كانت آخر مستعمرة أوروبية متبقية في آسيا. تشتهر ماكاو اليوم بشكل خاص بكونها موطناً للمقامرة والترفيه. وقد اجتذبت هذه الأعمال السياح منذ أوائل الستينيات، وتطورت إلى إمبراطورية حقيقية لكسب المال، حيث تفوقت ماكاو على لاس فيجاس من حيث إيرادات المقامرة، مما جعل ماكاو أكبر سوق للكازينوهات في العالم.