تبرّع بارز لجامعة هيومانيتاس دعمًا لدراسة من تنسيق البروفيسور مانتوفاني تهدف إلى توضيح استجابات جهاز المناعة لفيروس كورونا سارس-كوف-2 بالتعاون مع عالمَي الفيروسات إليزا فيتشنزي وماسيمو كليمنتي من جامعة فيتا سالوتي سان رافاييلي.
يتمثّل الهدف في إرساء الأسس من أجل تطوير التدخلات التشخيصية والعلاجية للمساهمة في حل مشكلة عالمية.
17 فبراير 2020 – هل تتعرّف جزيئات المناعة الفطرية، التي تتسم بوظائف شبيهة بالأجسام المضادة، على فيروس كورونا سارس-كوف-2 وهل تلعب دورًا وقائيًا ودفاعيًا ضد العدوى؟ هل يمكنها أن تكون مؤشّرات لتقدّم المرض وحدّته لدى المرضى؟ قد يشكّل توضيح هذه المسائل أساسًا لتطوير أدوات التشخيص مثل المؤشرات الحيوية لحدّة المرض والأدوات العلاجية. هذا هو هدف الدراسة المموَّلة من قبل دولتشي آند غابانا والتي ينسّقها البروفيسور ألبرتو مانتوفاني، المدير العلمي في هيومانيتاس والأستاذ الفخري في جامعة هيومانيتاس. تسعى الدراسة إلى خدمة الصحة العالمية وتجمع مهارات الفريق المعني بجهاز المناعة بقيادة البروفيسور مانتوفاني والبروفيسورة سيسيليا غارلندا من جامعة هيومانيتاس، مع مهارات البروفيسورة إليزا فيتشنزي والبروفيسور ماسيمو كليمنتي فيما يخص الفيروسات، في جامعة فيتا سالوتي سان رافاييلي، وهما أوّل من عزل المُمرض المسبّب للسارس في إيطاليا.
يساهم تمويل هذا البحث من قبل دولتشي آند غابانا في تعزيز التعاون الفعّال مع جامعة هيومانيتاس التي تدعمها الدار الإيطالية أيضًا عبر المنح للطلاب في مدرسة ميدتيك وهو البرنامج المبتكر للحصول على شهادة في الطب من تصميم وتطوير جامعة هيومانيتاس وجامعة البوليتكنيك في ميلانو. تهدف الشهادة الجديدة إلى دمج مهارات الشخصية المهنية للطبيب ومهارات الهندسة الطبية الحيوية.
“شعرنا أنه علينا القيام بأمر ما لمكافحة هذا الفيروس المدمّر الذي بدأ في الصين ولكنه يهدد البشرية بأكملها. وفي هذه الحالات، من المهم القيام بالخيار الصائب. لذلك نحن نعتقد أن جامعة هيومانيتاس هي الشريك المثالي فهي هيئة مميزة من حيث امتيازها وطابعها الإنساني وقد سبق وتعاونا معها في مشروع المنح.
“أمام هذه المآسي على الصعيد العالمي، قد يبدو كل إجراء بمفرده ضئيلًا. ولكن البروفيسور مانتوفاني روى لنا حكاية أفريقية عن الطنان، فبينما فرّت سائر الحيوانات من حريق في الغابة، حلّق هذا الطائر بالاتجاه المعاكس لمواصلة جلب المياه ومحاولة إخماد الحريق. فهمنا أنه في جميع الحالات، كان الأمر يستحق القيام به. فحتى أي بادرة صغيرة قادرة على تحقيق فرق كبير. نعتبر دعم البحوث العلمية واجبًا أخلاقيًا ونأمل أن تساعد مساهمتنا في حل هذه المشكلة الهائلة”، كما شرح ذلك دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا.
ركّز البروفيسور مانتوفاني دراساته منذ عدّة أعوام على آليات عمل المناعة الفطرية أي جبهة الدفاع الأولى ضد العدوى التي تسبّبها الفيروسات والبكتيريا على سبيل المثال. ففي هذا المجال، ساهم البروفيسور في اكتشاف الجزيئات والوظائف الجديدة ضمن عائلة البنتراكسينات الطويلة التي تم تحديدها في أوائل التسعينيات. وقد فسّر ما يلي: “تلعب هذه الأسلاف الوظيفية للأجسام المضادة، بما فيها PTX3 دورًا أساسيًا في مقاومة عدة فئات من الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى، من أكثرها شيوعًا مثل الإنفلونزا إلى الفيروس المضخم للخلايا والفطر.”
“ينتجها جسمنا كردة فعل على عدوى فهي تدرك بعض الفئات من “الأعداء” التي تحتك بجسمنا وتساعد على إزالتها من خلال تحذير “جنود” جهاز المناعة من وجودها لمعالجتها وتدميرها. يكمن التحدّي الآن في دراسة ما إذا كانت جزيئات المناعة هذه الموجودة في السوائل البيولوجية (بما في ذلك الدم) قادرة على التعرّف على فيروس كورونا سارس-كوف-2 ولعب دور دفاعي ضد العدوى. “قد تساهم هذه الدراسة في معالجة مشكلة صحية عالمية وفتح باب التدخلات التشخيصية، مثل المؤشرات الحيوية لحدّة المرض، بالإضافة إلى التدخلات العلاجية.
في حالة الطوارئ العالمية، يحفّز دعم دولتشي آند غابانا التفاعل المفيد من البحوث العلمية بين مؤسّستَين كبيرتَين في ميلانو في خدمة صحة الجميع وبالتعاون مع معهد لازارو سبالانزاني للأمراض المعدية في روما، وهو مركز للامتياز في هذا البلد والذي يكون دائمًا في الخط الأمامي.
يتسبّب فيروس كورونا سارس-كوف-2 بمرض كوفيد-19 (وهي عبارة تختصر كلمات كورونا وفيروس ومرض بالإنجليزية) ويؤثّر على الجهاز التنفّسي فيسبّب الحمى والسعال والصعوبة في التنفّس ويتسبّب في الحالات الأكثر خطورة بالالتهاب الرئوي وبالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. ويشبه فيروس كورونا سارس الذي تسبّب بين عام 2002 وعام 2003 بـ 8000 عدوى وحوالي 800 حالة وفاة وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي أصاب حوالي 2500 شخص بين 2012 و2019 ولا سيما في السعودية، وأدى إلى 900 حالة وفاة تقريبًا.
شرحت البروفيسورة إليزا فيتشنزي والبروفيسور ماسيمو كليمنتي وهما عالمَي فيروسات وأستاذَين في جامعة فيتا سالوتي سان رافاييلي، ما يلي: “ينتمي سارس-كوف-2 إلى عائلة الفيروسات التاجية الكبرى. يتسبب بعض أعضاء هذه العائلة بالتهابات غير خطيرة للجهاز التنفسي العلوي، بينما تؤدي فيروسات أخرى، مثل سارس-كوف وميرس-كوف وسارس-كوف-2 الجديد إلى أمراض خطيرة بمعدّل وفيات مرتفع. وقد تعتمد قدرة شفاء بعض الأشخاص المصابين بشكل سريع أو أن تكون العدوى أقل خطورة على عدة عوامل بما في ذلك الاستجابة الفطرية التي تساعد على منع الفيروسات من غزو الخلايا أو الحد من التكاثر الفيروسي المبكر بعد العدوى. ومن هنا جاءت فكرة فحص جزيئات المناعة الفطرية للتحقق من نشاطها المضاد للفيروسات وفهم طريقة تفاعلها مع سارس-كوف-2، وتوضيح، على سبيل المثال، ما إذا كانت تتعارض مع استجابة الخلايا المصابة بالفيروس، حتى مع الآليات غير المتوقعة. قد يساهم ذلك في تمهيد الطريق أمام صياغة استراتيجيات مجدية للمرضى وتطويرها.“